لوقوعه في الخط بألف بأنه على لغة أهل التحقيق، أو على مراعاة قراءة من قرأ "النشاءَة، وشطَأه" ويمكن أن يكونوا كتبوا: {النَّشْأَةَ} ، و {شَطْأَهُ} بألف، و {مَوْئِلًا} بالياء رعاية لحال تخفيفها بالبدل، وبالوجهين يأخذ أبي -رضي الله عنه- في هذه الكلم الثلاث، أعني: وجه القياس والبدل1.
والرابع: {مَوْئِلًا} بين بين، ذكره أبو عمرو عن أبي العباس بن واصل عن خلف، والقول فيه كالقول في {الْمَوْؤُودَةُ} فيمن أخذ فيه بهذا الوجه، وقد ذكرته.
الخامس: ذكر الأهوازي أنه رأى من يجيز {مَوْيِلًا} بياء مكسورة من غير همز، وذكره أيضا مكي وأبو عمرو، ورجحه أبو عمرو على الوجه الذي قبله، قال: لأنه أوفق للرسم, وأوجه للشذوذ, ولم يبين واحد من الثلاثة وجهه.
قال لي أبي -رضي الله عنه: الذي يتجه في "هُزُؤًا" و {مَوْئِلًا} وما كان مثله أن من العرب من يخفف الهمزة البدل أبدا، ولا يلتفت إلى غيره من بين بين, والحذف، فيقول في "قرأ": قرا, وفي "قرأت": قرات, وفي "يقرأ": يقرا, ولا يدخلها في باب المد واللين إلا في مقدار البدل دون سائر التصريف، فإذا التزم البدل فقياسه أن يطرده فيقول في "هزْوًا": هزْوًا وفي {مَوْئِلًا} : مويلا، ويكون قياس من قال: "الكماة، والمراة" عند هؤلاء أنه خفف بالبدل، وحرك لالتقاء الساكنين.
ومن ذلك: {رَؤُوفٌ} أخبرني أبو محمد بن عتاب, عن أبي محمد مكي, عن أبي الطيب, عن أبي سهل أنه حكى في {رَؤُوفٌ} أن حمزة يقف عليه بسكون الواو.
قال أبو محمد: "وتقدير سكون الواو في هذا أنه سهلها على البدل، فأبدل منها واوا مضمومة، ثم حذف الضمة استثقالا، فبقيت "رَوْف" مثل "طَوْف".
قال أبو جعفر: ويكون هذا أيضا على حذف الهمزة2.