أي: أردؤه وشره. ورواه بعضهم بالمد قال: ومعناه أن الرجل إذا تعود المسألة لم يتعرض ليكسب شيئاً، ولا ليحترف في صناعة. وقال أبو الوليد: المشهور في كلام العرب: أن الأخر كناية يكني بها الإنسان عن نفسه وعن المخاطب إذا أخبر من يخاطب، أو يخاطب بما يستقبح. وما حكاه الرواة من قول ماعز يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون ماعز قال: إني زنيت، فاستقبح الراوي أن يؤدي اللفظ بعينه، ويحتمل أن يكون ماعز هو الذي نطق به، وأخرج نفسه مخرج من يخبر عن غيره وهو يريد نفسه، والأول أشبه وأليق بالاعتراف على نفسه.
- وأما قوله عليه السلام: "لو سترته برداءك" فإنه لم يرد الرداء الملبوس، وإنما هو مثل مضروب للوقاية والستر، والأصل فيه أن الرجل كان إذا أجار رجلاً ألقى عليه رداءه وغيره من ثيابه، فضرب ذلك مثلاً لمن وقى رجلاً وحفظه، وإن لم يكن هناك رداء حقيقة، قال أبو خراش:
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... خلا أنه قد سل عن ماجد محض
ونظيره استعمالهم اللحاف بمعنى النعمة إذ كان الضيف من شأنه أن يلحف به. أبو الوليد: