نفسه. وقد استعمل المتكلمون "الذات" بالألف واللام، فغلطهم في ذلك أكثر النحاة، وقالوا: لا يجوز أن تدخل على "ذي" الألف واللام؛ لأنها من المبهمات. وأجاز بعض النحاة الذات؛ لأنها كناية عن النفس وحقيقة الشيء، أو عن الخلق والصفات، وجاء في الشعر. وأما استعمال البخاري لها فعلى ما تقدم من التفسير، من أن المراد بها الشيء نفسه على ما استعمله المتكلمون في حق الله تعالى، ألا تراه كيف قال: ما جاء في الذات والنعوت؟ يريد الصفات ففرق في العبارة بينهما على طريقة المتكلمين. وقد استعملت العرب: "ذات ليلة" و"ذات يوم" بالتاء وبغير التاء، وقالوا: "ذا يوم"، و"ذا ليلة"، و"ذات يوم"، و"ذات ليلة"، وهو كناية عن يوم أو ليلة، كأنه قال: رأيته وقتاً وزوماناً الذي هو يوم أو ليلة؛ وأما على التأنيث فإنه كأنه قال: رأيته مدة التي هي يوم أو ليلة ونحوها. قال أبو حاتم: كأنهم أضمروا مؤنثاً، وكذلك قولهم: قليل ذات اليد؛ أي: النفقة أو الدنانير أو الدراهم التي هي ذات اليد، أو ملك اليد. وقوله: "أفطر ذات يوم" فائدته كفائدة القول أنه أفطر يوماً، غير أن في ذكر الذات مع اليوم فائدة، ليست في اليوم وحده؛ وذلك أن اليوم يستعمل ظرفاً وغير ظرف، ويستعار فيقع على غير اليوم المعهود، فإذا أرادوا أن يحققوا فيه معنى الظرف، ويدفعوا عنه الاتساع والمجاز زادوا عليه الذات؛ لأن ذات كل شيء حقيقته، فإذا قال: "ذات يوم" فكأنه قال: يوماً على الحقيقة.

وقوله: "يا أمير المؤمنين، أطلعت الشمس" في روايتي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015