حذف الموصوف، وإقامة صفته مقامه؛ كأنه قيل: حب النبت الحصيد،/ 35/ب ومسجد اليوم الجامع، فعلى مثل هذا التقدير ينبغي أن يقدر ما ورد في هذه الأحاديث، كأنه قيل: وقت اليوم العاشر، ووقت اليوم التاسع، أو مسافة اليوم العاشر، ونحو ذلك، فالعرب توقع اليوم على المدة التي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وتوقعه أيضاً على وقت من الزمان، ويجوز أن يكون التقدير: لأصومن سحابة اليوم العاشر، وسحابة اليوم التاسع؛ لأن العرب تقول: عانده سحابة يوم، أي: مدته ومسافته.
قال الشيخ- وفقه الله تعالى-: وقع في نسختي في "الموطأ" بتقييدي على الأستاذ العلامة: "وبلغ منه، وما أعلم الله بعذر ذلك من العبيد" وأراه مغيراً؛ لأن مقصد مالك أن يبين أن تعداد المرض الذي يبيح ذلك لا يستطاع أن يعدد بنفسه، فهو على هذا: "وبلغ منه ما الله أعلم بعذر ذلك من العبيد" ولذلك قال: "ومن ذلك ما لا تبلغ صفته".
قوله: "ذات يوم" [44]، وفي الحديث: "ذات ليلة" و"يصلح ذات بينهم"، فذات الشيء: نفسه وحقيقته، أي: الذي هو، وكذا "ذا" لمن تشير إليه، و"ذاك"، و"ذي" للمؤنث، كل ذلك إشارة إلى إثبات حقيقة المشار إليه