وأنشد ابن قتيبة:
(357)
(بعثوا إلى عريفهم يتوسم)
هذا الشعر لطريق بن عمرو العنبرين قال أبو عبيدة معمر بن المشى: كانت الفرسان إذا وردت عكاظ في الأشهر الحرم تلثمت، لئلا تعرف فيقصد إليها في الحرب، وكان طريف بن عمرو بن تميم العنبري لا يتقنع كما يتقنعون، فوافى عكاظ سنة وقد حشدت بكر بن وائل وكان طريف قد قتل قيل ذلك شراحيل الشيباني، فقال حمصيصة بن شراحيل: أروني طريفا، فأروه إياه فجعل كلما مر طريف تأمله ونظر إليه حتى فطن له طريف: فقالن مالك تنظر إلى وتديم النظر مرة بعد أخرى؟! فقال: أتوسمك لأعرفك، فإن لقينك في حرب، فلله على أن أقتلك أو تقتلني، فقال طريف في ذلك:
أو كلما وردت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلى عريفهم يتوسم
فتوسموني إنني أنا ذاكم ... شاك سلاحي في الحوادث معلم
تحى الأغر وفوق جلدي نثرة ... زغف ترد السيف وهو مثلم
ولل بكرى لدى عداوة ... وأبو ربيعة شانيء وحلم
حولى أسيد والهجيم ومازن ... وإذا حللت فحول بيتي خصم