يمرون مراً سريعاً فوق الماء قد حملها السيل، فهي تطفو على الماء كما يطفر الحنظل.
* * *
وأنشد ابن قتيبة:
(356)
(لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول)
البيت لمعن بن زائدة المزني، وبعده:
وإني أخوك الدائم العهد لم أحل ... إن أنزاك خصم أو نبابك منزل
قال هذا الشعر في رجل من قرابته كان يحسده مكانته، ويسمى معاشرته فيصفح عنه ويعرض عما يرى منه، لعله سينزع عن قبيح ما يأنيه ويرى سوء العاقبة فيه. والأوجل: الخائف. ويروى تغدو وتعدو بالغين والعين، ومعنى ايزاك: قهرك وغلبك، قال أبو طالب:
كذبتم وحق الله يبزى محمد ... ولما نطاعن دونه ونناضل
ويقال: نبا به المنزل: إذا لم يحمله ودفعه عن نفسه، يقول إن قهرك خصم أعنتك، وإن نبا بك منزل أو بيتك، فلم تعاملني معاملة العداء وأنا أعاملك معاملة الأحباء، ولعل أيام عمرنا قصيرة، فيفرق بيننا الممات، فلم نستعجل الفراق في الحياة، وهذا نحو قول الآخر:
أفلل عتابك فالبقاء قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل
ولعل أيام الحياة قصيرة ... فعلام يكثر عنها ويطول
* * *