هذا البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وصدره:

لهن نشيج بالنشيل كأنها

وصف قدوراً تغلي فشبه نشيجها وهو صوت غليانها بأصوات نساء ضرائر لرجل حرمي؛ أي من أهل الحرم، وقد وقع بينهن شر من أجل غيرة بعضهن من بعض، فكثر لغطهن وصخهن. والعار: الغيرة، والنشيل: لحم يطبخ ثم ينشل بحديدة معقفة تسمى المنشال، أي تجذب وتخرج من القدر ما فيها.

وقال الجيرمي: إنما وصف نساء أهل الحرم لأن في أصواتهم غلظاً ونساؤهم أرخم أصواتاً وألين من نساء غيرهم، والعرب تنسب إلى الحرم فتقول حرمي بفتح الحاء والراء، ومن قال حرمى وحرمي فضم الحاء وكسرها وسن الراء ففيه قولان: أحدهما أنه من المنسوب المغبر عن وجهه الذي يحفظ ولا يقاس عليه، والثاني أنه منسوب إلى حرمة البيت وفيه لغتان حرمة كظلمة وحرمة كفرية. وقيل هذا البيت:

وسود من الصيدان فيها مذانب ... نضار إذا لم نستفدها نعارها

يعني بالسود قدوراً قد اسودت من الطبخ، والصيدان بفتح الصاد وكسرها: حجارة تصنع منها القدور، وتسمى القدور أيضاً صيداناً، والمذانب: المغارف، ونضار: مصنوعة من الأثل، والنضار خبرا تحشب وأفضله للآية، وقوله نعارها، قال النجيرمي: يقول: إذا كثر الأضياف ولم يكن عندنا قدور تسعهم، استعرنا قدوراً من غيرنا لا يطبخ لشدة الزمان.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015