هذا البيت للفرزدق وأظنه يريد تقييده لنفسه، وكان عاهد الله تعالى بمكة أن لا يشتم مسلماً، وقيد نفسه وحلف أن لا يفك قيده حتى يحفظ القرآن، فلما ألح جرير على بني تميم بالهجاء وسمع الفرزدق قوله:
لعمري لقد ألهى الفرزدق قيده ... ودرجاً نوار ذو الدهان وذو الغسل
أنف من ذلك وعنفه قومه وقالوا قد مزق جريراً أعراض قومك وعجز البعيث عن مقاومته، فكسر قيده وجعل يهاجي حريراً وقال:
فإن يك قيدي كان ندراً نذرنه ... فمالي عن أحساب قومي من شغل
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(351)
(عن اللغا ورفث التكلم)
البيت للعجاج وقبله:
ورب أسراب حجيج كظم
والأسراب: الجماعات واحدها سربن والحجيج: جماعة الحجاج وهو اسم للجميع كالعبيد والكليب، والكظيم: الساكتون قد منعوا ألسنتهم من التكلم باللغو والرفث، لأنهم حجاج يتجنبون ما يفسد حجهم.
* * *
وأنشد ابن قتيبة:
(352)
(ضرائر حرمي تفاحش غارها)