وهي الريح القبليةن وليس لتخصيصه الجنوب بالذكر معنى أكثر من طلب القافية، ألا ترى أن الأعشى قد ذكر الدبور مكان الجنوب فقال:

لها جرس كحفيف الحصـ ... ـاد صادف بالليل ريحاً دبوراً

ويجوز أن يريد باليبيس اليابس من النبات، وهو لغة في يبس، وعلى هذا أنشده ابن قتيبة. ويجوز أن يكون جمع يابس كما قالوا راكب وركب ويقوى ذلك قول العجاج:

تسمع للحلي إذا ما وسوسا ... زفرفة الريح الحصاد اليها

فهذا جمع يبس كقولك شاهد وشهد، وكثر ممن يفسر هذا الشعر يقول: الحصاد: ما يبس من الزرع وحان أن يحصد. وحكى أبو حنيفة عن أبي نصر قال: الحصاد: نبات يشبه السبط وله إذ جف وهبت عليه الريح جرس وزفازف. قال: ولذلك قال علقمة (تخشخش أبدال الحديد عليهم) البيت.

* * *

وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:

(350)

(وما صب رجلي في حديد مجاشع ... مع القدر إلا حاجة لي أريدها)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015