وقبله في صفة إبل:
مثل الهضاب جزارة لسيوفنا ... فإذا تُراع فإنها لن تطردا
قال أبو علي: ويروى ضمنت لنا أعجازها أرماحنا؛ أي ضمنت أرماحنا أعجاز إبلنا أن يغار عليها فنحن نتحرها ونشرب ألبانها. والصريح من اللبن: ما ذهبت رغوته، والأجرد: الذي لا رغوة له، ولعل الذي ذكر ابن قتيبة رواية ثانية، أو من قصيدة أخرى وقعت في غير روايتنا.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(343)
(هصرت بغصن ذي شماريخ ميال)
هذا البيت من مشهور شعر امرئ القيس، وصدره:
(فلما تنازعنا الحديث واسمحت)
قوله تنازعنا الحديث أي: تداولناه فحدثتني مرة وحدثنها أخرى، وأسمحت: لانت بعد صعوبتها وانقادت بعد إيابها، والهصر: الجذب، يقال هصرت الغصن فانهصر: أي جذبته إليّ فانجذب، والشماريخ: العراجين، شبه قدها بالغصن وشعرها بالشماريخ. وفي هذا البيت شيء يظنه قوم مخالفاً لما قاله سيبويه، وذلك أن سيبويه قال في كتابة: وأما تفاعلت فلا يكون إلا وأنت تريد فعل اثنين فصاعداً، ولا يجوز أن يكون معملاً في مفعول ولا يتعدى الفاعل إلى منصوب،