في الكرم والجود عند هبوب الشمال؟ يريد في زمن الشتاء؛ لأنهم كانوا يتمدحون ويمدحون غيرهم بإطعام الطعام فيه، وأراد بريحها النكباء التي تقابلها كما قال ذو الرمة:

تناخي عند خير فتى يمان ... إذا النكباء ناوحت الشمالا

ويروى بودك بفتح الواو، فمن رواه هكذا احتمل أن يريد بحق صنمك الذي تعبدين. ومن رواه بضم الواو، جاز أن يريد المودة، وجاز أن يريد الصنم، لأن الصنم يقال له ود، وود وقد قريء بهما جميعاً.

وقد حكى أيضاً في المودة الفتح والضم والكسر، ولو أراد على مودتك قومي على ما توهم يعقوب، ومن قال بقوله، لم يقل إذا هبت شمال وريحها، وإنما كان يجب أن يقول ما هبت شمال وريحها، كما تقول لا أكلمك ما هبت الريح ولا زال حبك ما طار طائر، وهكذا جميع هذا الباب الذي يراد به الدوام، إنما يستعمل (بما) لا (بإذا). والوجه عندي أنه يريد بالود الصنم لا المودة؛ لأن سليمي هذه المذكورة كانت عرسه، وكانت نشزت عليه فطلقها، ولذلك قال (على أن تركتهم)، ولذلك قال في أول هذا الشعر:

أرى جارتي خفت وخف نصيحها ... وحب بها لولا النوى وطموحها

فيبنى على طير سينيح نحوسه ... وأشأم طير الزاجرين سنيحها

ومن جعل الود المودة فمعناه: بحق المودة التي كانت بينا قبل الطموح ووقوع الطلاق.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015