والضمير من قوله في أجوافها يعود على هجمة ذكرها في أول هذا الشعر، فقال:

أتت وهبت هجمة جرجورا ... أدما وعيسا معصا خبورا

والهجمة من الإبل: ما زاد على الأربعين والجرجور: العظام الخلق والأدم ههنا السمر. والمعروف في الأدب إذا وصف بها الإبل أن يراد بها البيض. وفي بني آدم السمره وإنما قلنا إنه أراد السمر، لأنه ذكر بعد ذلك العيس وهي البيض التي تعلوها حمرة. والمعص: البيض. وقيل: هي الخيار الكريمة. والحبور الغزار الكثيرة اللبن، وأصل الخبور: المزادة المملوءة بالماء شبه بها الإبل لكثرة لبنها.

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(338)

(بودك ما قومي على أن تركتهم ... سليمي إذا هبت شمال وريحها)

هذا البيت لعمرو بن قميئة اليشكري، وهو مما غلط فيه يعقوب في كتاب المعاني، فاتبعه ابن قتيبة على غلطه. وليس في هذا البيت حرف. وليست الباء فيه زائدة على ما قال، وإنما الباء ههنا بمعنى القسم. وما استفهام في موضع رفع بالابتداء وقومي خبره. والمعنى بحق المودة التي بيني وبينك، أي شيء قومي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015