وأنشد في هذا الباب:

(339)

(غلب تشذر بالذحول كأنها ... جن البدى رواسيا أقدامها)

هذا الباب للبيد بن ربيعة وقبله:

وكثبرة غرباؤها مجهولة ... ترجى نوافلها ويرهب ذامها

يريد قبة ملك فيها قوم غرباء نزاع من كل قبيلة، فاخروه بين يدي الملك فغلبهم، وظهر عليهم. وقوله مجهولة: أراد مجهول من فيها، ولم يرد أن القبة نفسها مجهولة. والنوافل: الفضل والذام: العيب والعار، يريد أن من حضرها يرجو أن يكون له الظهور. والشرف ويرهب أن يغلب ويظهر عليه، فيكون ذلك عاراً يبقى في عقبه، فهو لذلك يُذب عن نفسه ولا يدع غاية من المفاخرة إلا قصدها. وشبههم بجمال غلب تشذر بأذنابها إذا تصاولت وهاجت. يقال تشذر البعير يذنبه إذا استثفر به وتشذر الرجل بثوبه عند القتال إذا تحزم وتهيأ للحرب. والغلب: الغلاظ الأعناق الواحد أغلب. والبديّ. واد تسكنه الجن فيما يزعمون، والرواسي، الثابتة التي لا تبرح. وتمام معنى الشعر في قوله بعد هذا:

أنكرت باطلها وبؤت جقها ... عندي ولم يفخر على كرامها

وتقدير البيت الأول وكثيرة غرباؤها مجهولة غرباؤها، فحذف المضاف وأقام الضمير المضاف إليه مقامه فاستتر في الصفة.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015