هذا البيت لمتمم بن نويرة من شعر رثى به أخاه مالكاً، وكان خالد بن الوليد قتله في الردة. وقبل هذا البيت:

وكفا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

وندمانا جذيمة هما: مالك وعقيل، ويقال: إنهما نادماه أربعين سنة، ولهما حديث مشهور وفيهما يقول أبو خراش:

ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلاً صفاء مالك وعقيل

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(336)

(حتى وردن لم خمس بائص ... جدا تعاوره الرياح وبيلا) د

هذا البيت للراعي وصف إبلاً وردت ماء بعد أن سارت إليه خمسة أيام، وهو الظماء الذي يسمى الخمس بكسر الخاء. والبائص: المتقدم السابق. والجد بضم الجيم: البئر يكون بين العشب والكلأ. ومعنى تعاوره: تداوله تهب عليه هذه الريح مرة وهذه الريح مرة، وأراد تتعاوره، فحف إحدى التائين استثقالاً لاجتماعهما فمن النحويين من يرى أن الأولى هي المحذوفة، ومنهم من يرى أن الثانية هي المحذوفة. والوبيل الثقيل على شاربه الذي لا يستمرئه إذا شربه. والتم: التمام وفيه ثلاث لغات تم وتم وتُم، وبعد هذا البيت

سدما إذا التمس الدلاء نطافه ... صادفن مشربة المثاب دحولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015