موضع باليمن تصنع به الثياب. والمقروظ: الجلد المدبوغ بالقرظ. والماعز: الشديد المحكم أي وتعطيني مع هذه الأشياء جلداً مقروظاً. فعلى بمعنى (مع).
وقال في تفسير شعر الشماخ: قوله على ذلك مقروظ: أراد عيبة من أدم فيها هذه الثياب، "فعلى" في هذا التفسير واقعة موقعها، وليست ببدل من (مع) لأن هذه الأشياء إذا كانت في المقروظ فالمقرو عليها مشتمل. ويجوز عندي أيضاً أن يريد وزائد على ذلك مقروظ من القد، فإذا حمل البيت على هذين التأويلين لم يكن فيه شاهد.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(331)
(متى ما تنكرها تعرفوها ... على أقطارها علق نفيث)
هذا البيت فيه غلط من وجهين: أحدهما يختص يعقوب، والآخر يختص الأصمعي. أما الغلط الذي يختص يعقوب، فإنه نسب هذا البيت إلى صخر الغي فاتبعه ابن قتيبة على غلطه، وإنما البيت لأبي المثلم الهذلي من شعر رد به على صخر الغي، ويدل على ذلك قوله بعد هذا البيت:
ومن يك عقله ما قال صخر ... يصبه من عشيرته خبيت
وإنما قال هذا لأن صخر الغي قال في شعره:
وليت مبلغاً يأتي بقول ... لقاء أبي المثلم لا يريث
فيخبره بأن العقل عندي ... جراز لا افل ولا أنيث