أراد من أقطارها، وقيل: متى بمعنى وسط وحكى أبو معاذ الهراء - وهو من شيوخ الكوفيين: جعلته في متى كمي والنشيج: المر السريع معه صوت.

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(323)

(شربت بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم)

هذا البيت من مشهور شعر عنترة، والدحرضان: ماء آن يقال لأحدهما وسيع، وللآخر الدحرض، فلما جمعهما غلب أحدهما على الآخر. وإنما يغلبون في مثل هذه الأشهر أو الخف لفظاً. هذا قول الأصمعي، ويقال وسيع ووشيع بالسين والشين. وقال أبو عمرو الدحرضان بلد. وقال غيرهما: هو ماء لبني سعد. وزراء: مائلة منحرفة. وأراد بالديلم: الأعداء، وأصل الديلم: جيل من العجم، فشبه بهم أعداءه، هذا قول الأصمعي وابن الأعرابي. وقال أبو عمرو: الديلم: الجماعة، ويقال الظلمة، ويقال أرض، ويقال هو ماء في أقاصي البدو. وحكى يعقوب في المعاني عن الأصمعي قال: الديلم ضبة، وذلك أنهم دلمان في ألوانهم. وذكر النفار عن حياضهم، لأن بني عبس لما راغموا قومهم مروا بضبة فأرادت ضبة اخذ أموالهم فنجوا، ومالوا إلى بني عامر مستجيرين. ثم ساروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015