وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:

(322)

(شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج)

البيت لأبي ذؤيب الهذلي وصف سحابا ارتفعت من البحر. وهذيل كلها تصف أن السحاب تستقيم، البحر ثم تصعد في الجو. وقبل هذا البيت:

سقى أم عمرو كل آخر ليلة ... حناتم سود ماؤهن ثجيج

والحناتم: سحاب سود واحدها حنتم، وأصل الحناتم: جراد خضر، ولكن العرب تجعل كل أخضر أسود. وإنما يفعلون ذلك لأن الخضرة إذا اشتدت صارت سواداً، ولذلك قالوا: الليل أخضر. قال ذو الرمة:

في ظل أخضر يدعو هامه اليوم

وقوله:

كل آخر ليلة، قال الأصمعي: يريد أبدا، ومثله: لا أكلم آخر الليالين أي لا أكلمك ما بقى علي من الزمن ليلة، والثج والثجيج: السيل الشديد، فيجوز أن يكون ثجبج بمعنى ثاج، ويجوز أن يكون أراد ذو ثجيج فحذف المضاف، ويجوز أن يكون أوقع المصدر موقع اسم الفاعل مبالغة في المعنى، وفي قوله متى لُجج قولان؛ قيل: أراد من لجج كما قال أبو المثلم الهذلي:

متى أقطارها علق نفيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015