البيت لقيس بن الخطيم، وصدره:
لو أنك تلقى حنظلاً فوق بيضنا
وصف تضايقهم في الحرب وشدة تلاصقهم لكثرة عددهم حتى لو ألقى الحنظل على بيضاتهم لمشى عليها ولم يسقط إلى الأرض، وكان الناس يعدون هذا من الإغراق والمحال الذي لا يمكن، حتى قال ابن الرومي:
فلو حصبتهم بالنضاء سحابة ... لظل على هاماتهم يتدحرج
يقول: لو نزل على رؤوسهم برد لم يسقط إلى الأرض فكان ذلك أشنع في الحال من قول قيس. ثم قال أبو الطيب المتنبي فزاد في الإغراق والمحال.
يمنعها أن يصيبها مطر ... شدة ما قد تضايق الأسل
ومعنى تدحرج: استدار، والسام: عروق الذهب، ويعني بذي سامه: البيض المذهبة، ويروى عن دلاصه وهو البراق الأملس. وفي قوله عن ذي سامه شذوذ واستكراه لأن الهاء التي في سامه ترجع إلى البيض، وذو السام هو البيض بعينه، وهذا يقتضي إضافة الشيء إلى نفسه. وفيه شذوذ آخر. وذلك أن الشيء إذا ذكر ثم احتيج إلى إعادة ذكره في جملة واحدة وجب أن يضمر ولا يظهر كقولك زيد قام، ويقبح أن تقول زيد قام زيد. فكان ينبغي أن يضمر البيض لأن ذكرها قد جرى فيقول: تدحرج عنه، فأتى به مظهراً بغير لفظ الأول