الأعشى هذا يستعطفه به ويسأله نعمته عليهم وأن يكدرها بإساءة من أساء منهم. وقوله: (وإذا تنوشد بالمهارق)، يذكره بمعاهدته التي كان عاهدهم، وذمته التي كان أعطاهم، فوصفه بأنه إذا حلف بما في كتب الأنبياء، التزم ما حلف عليه لصحة دينه واستحكام بصيرته ويقينه، وقبله:

قالت قتيلة: ما لجسمك شاحباً ... وأرى ثيابك باليات همدا

أذللت نفسك بعد تكرمة لها ... أم كنت ذاعوز ومنتظرا غدا

أم غاب ربك فاعترتك خصاصة ... فلعل ربك أن يعود مؤيدا

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(305)

(رعته أشهراً وخلا عليها ... فطار التي فيها واستغارا)

البيت للراعي وصف ناقة فقال: رعت هذا الموضع أشهر الربيع وخلالهان فلم ين لها فيه منازع، فسمنت. الني: الشحم، ومعنى طار: أسرع ظهوره.

وقال ابن قتيبة في المعاني: استغار وغار واحد كأنه قال ظهر الني فيها واستتر. ورواه الباهلي فسار بالسين، وقال: معنى سار: ارتفع، واستغار: انهبط من قولك غار يغور، ومثله قول ابن أحمر:

تعلى الندى في متنه وتحدرا

وقال الحربي: يقال استغار الجرح إذا تورم. وأنشد:

(فطار الني فيها واستغارا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015