وقوله ليس بتوأم يريد أنه لم يزاحمه أخ في بطن أمه فيكون ضاوي الخلق ضعيفاً.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(290)
(فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب)
هذا البيت من مشهور شعر النابغة الذبياني الذي يقوله للنعمان بن المنذر اللخمي عند موجدته عليه. والوعيد: التهديد، والقار ههنا: القطران، وإنما شبه نفسه بالبعير الجرب المطلي بالقطران، لأن الناس يطردونه إذا أراد الدخول بين إبلهم لئلا يعرها بالقطران ويعديها بدائه، فقال للنعمان إن لم تعف عني كنت كهذا البعير يتحاما في الناس ما يتحامونه خوفاً منك.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(291)
(وأن يلتقي الحي الجميع تلاقني ... على ذرة البيت الرفيع المصمد)
هذا البيت من مشهور شعر طرفة بن العبد، وذروة كل شيء: أعلاه، والمصمد: الذي يقصده الناس، يصف أنه مشهور المكان في الشرف كما قال الأحوص:
إني إذا خفى الرجال وجدتني ... كالشمس لا تخفى بكل مكان