وأنشد في هذا الباب:
(289)
(بطل كان ثيابه في سرحة)
هذا البيت من مشهور شعر عنترة بن شداد وتمامه:
يحذى نعال السبت ليس بتوأم
السرحة: شجو فيه طول وإشراف، أراد أنه طويل الجسم فكأن ثيابه على سرحة من طوله. وقوله (يحذى نعال السبت)، يريد أنه من الملوك فهو يلبس النعال السبتية وهي المدبوغة بالقرظ وهم يتمدحون بجودة النعلا كما يتمدحون بجودة الملابس، ولذلك قال النابغة:
رقاق النعال طيب حجزاتهم
وقال كثير:
إذا جردت لم تطب الكلب ريحها ... وإن خليت في مجلس القوم شمت
يريد بقوله لم تطب الكلب ريحها أنها ليست من جلد غير مدبوغ لأن النعال إذا كانت كذلك وفر بها الكلب أكلها كما قال النجاشي:
ولا يأكل الكلب السروق نعالنا ... ولا ينتقي المخ الذي في الجماجم