وعلى هذا يتأول بيت النابغة:
مشى الإماء الغوادي تحمل الحزُما
وقال أبو حاتم: معنى تصل: تضرب أحشاءها من اليبس والعطش، والصليل: صوت الشيء اليابس، يقال: جاءت الإبل تصل عطشا. وقال غيره: أراد أنها تصوت في طيرانها، والقيض: قشر البيضة الأعلى، وإنما أراد قشر البيضة التي خرج منها فرخها. والبيداء: القفر الذي يبيد من سلكه أي يهلكه، والمجهل: الذي ليس فيه أعلام يهتدي بها، ويروى بزيزاء مجهل والزيزاء: ما ارتفع من الأرض وغلظ فمن روى بيداء جعل المجهل صفة لها، من روى بزيزاء أضافها إلى مجهل، وهذه رواية البصريين، وأجاز الكوفيون ترك صرف زيزاء على أن يكون ألفها للتأنيث، واحتجوا بقوله تعالى (تخرج من طور سيناء) في قراءة من قرأ بكسر السين. فمجهل على هذا الرأي صفة لزيزاء. ولم يجز البصريون ذلك، وألف فعلاء المكسورة الفاء لا تكون عندهم إلا للإلحاق وكذلك فعلاء المضمومة الفاء دائماً تكون الهمزة للتأنيث عندهم في فعلاء المفتوحة الفاء خاصة، ويقولون في قوله تعالى (من طور سيناء) ليس امتناعه من الصرف من أجل أن الهمزة للتأنيث، وإنما امتناعه لأنه ذهب بها إلى البقعة أو الأرض فاجتمع فيها التأنيث والتعريف وفي القولين جميعاً نظر.
* * *