وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(284)
(وزعت بكالهراوة أعوجى ... إذا ونت الركاب جرى وثابا)
هذا البيت لابن عادية السلمى فيما ذكر أبو عبيدة، وبعده:
كمريخ يدافع جانبيه ... كأن يدف فارسه عقاباً
فنجاني من الغمرات يردى ... ونار الحرب تلتهب التهابا
قوله وزعت يقول: ففت الخيل عن انتشارها في الغارة بفرس مثل الهراوة في الشدة والصلابة إذا ونت الإبل التي تتمطى وتحمل مجنوباً معها لم يعى هو وجرى حينئذ إن احتيج إلى جريه، وثاب له جرى. ومعنى ونت: فترت وأعيت. والركاب: الإبل، ولو قال إذا ونت الجياد لكان أجود، ولكن كذا الرواية. ومعنى ثاب: جاء يجرى بعد جرى، وأعوجي: منسوب إلى أعوج وهو فرس قديم تنسب إليه عتاق الخيل، والمريخ: السهم الذي يغالي به. وقوله يدافع جانبيه: أي ينثني في عطفيه، والدف: الجنب. يقول إذا قاده فارسه إلى جنبه فكأنه يقود عقاباً من سرعته.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(285)
(ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا ... تصوب فهي العين طوراً وترتقي)