يعني بالكدرية قطاة في لونها كدرة، واللقى: المطروح الذي لا يلتفت إليه. وشرورى: موضع، وشبهه في انفراده وسوء حاله باليتيم. والمعيل: الفقير. قال الأصمعي: وإنما قال لقى بشروري لأن القطاة لا تبيض إلا في الأرض في مفاحص ونقر ولا تعشش في الشجر. وقوله (غدت من عليه) يريد أن أقامت مع فرخها حتى احتاجت إلى ورود الماء وعطشت فطارت تطلب الماء عند تمام ظمئها والظمء: مدة صبرها عن الماء وهو ما بين الشرب إلى الشرب ويروى تم خمسها وهو ورود الماء في كل خمسة أيام. ولم يرد أنها تصبر عن الماء خمسة أيام إنما هذا للإبل لا للطير، ولكنه ضربه مثلاً. هذا قول أبي حاتم، ولأجل ذلك كانت رواية من روى ظمؤها، أحسن وأصح معنى.

وقال الأصمعي: قوله (من عليه) يريد من فوق الفرخ. وقال أبو عبيدة: معناه غدت من عند فرخها، وقال يعقوب في المعاني: قوله: بعد ما تم ظمؤها، أي إنها كانت تشرب في كل ثلاثة أيام أو أربعة مرة. فلما جاء ذلك الوقت طارت. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: كيف قال غدت من عليه، والقطاة غنما تذهب إلى الماء ليلاً لا غدوة؟ فقال: لم يرد الغدوة وغنما هذا مثل للتعجيل، والعرب تقول بكر إلى العشية ولا بكور هناك.

* * *

وأنشد أبو زيد:

(283)

(بكرت تلومك بعد وهن في الندى ... بسل عليك ملامتي وعتابي)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015