البيت لأبي دؤاد الإيادي، وصف فرساً أضمره وسقاه اللبن. ومعنى سرونا: نزعنا. يقال سروت عنه الثوب أسروه سروا: إذا أزلته. والجلال: جمع جل وهو الكساء الذي يجلل به الفرس واللطيمة: إبل تحمل البز والطيب. يقول لما أكمل تضميره والقيام عليه، كشفنا عنه جله فبرز كأنه ثوب ينشره تاجر ليبيع به بقية ثيابه التي يتضمنها دخداره وهو تحت الثياب. وإنما يخرج التاجر أنفس ما في تحته. وهذا نحو من قول علقمة:
كميت كلون الأرجوان نشرته ... لبيع الرداء في الصوان المكعب
والصوان التخت، وقيل بيت أبي دؤاد:
دافع المحل والشتاء ويبس الـ ... عود عنه قناعس أظآر
رهلات ضراتهن مهاريس ... جلاد إذا شتون غزار
فقصرن الشتاء بعد عليه ... وهو للذود إذ يقسمن جار
القناعس: الإبل العظام، والأصل قناعيس بالياء، لأن الواحد منها قنعاس، فحذف الياء ضرورة. والاظآر: التي تعطف على أولاد غيرها، والرهلات: المسترخيات والضرات جمع ضرة وهي: لحم الضرع. والمهاريس: الشديدات الأكل. والغزار: الشديدة اللبن.
يقول: هذه الإبل وقف عليه تغذوه بألبانها عند عدم المرعى وهو يمنعها من أنيغار عليها فتقتسم. ومعنى قصرن: حبسن.
* * *