ثوب ينسج على نيرين. وفي معنى هذا البيت قولان: قيل أراد أنهما سمنا لما هما فيه من الخصب فكأنهما لمسنهما وحسن خلقهما قد لبسا ديابودا. وقيل: بل أراد أنهما في خصب يمشيان بين الأنوار والأزهار فكان عليهما من النبات ثوباً يلبسانه، وإلى هذا القول الثاني أشار يعقوب.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(274)
(حتى مات وهو محزرق)
هذا بعض عجز بيت لأعشى بكر والبيت بكماله:
فذاك وما نجى من الموت ربه ... بساباط حتى مات وهو محرزق
أراد النعمان بن المنذر حين سخط عليه كسرى فرمى به إلى الفيلة فقتلته، وساباط: موضع، ومحرزق: محبوس، وأصله بالنبطيطة هرزوقاء، ورواه الأصمعي وأبو زيد محرزق بتقديم الراء على الزاي، وكان أبو عمرو الشيباني يرويه بتقديم الزاي على الراء فقيل ذلك لأبي زيد فقال: أبو عمرو أعلم بهذا منا، يريد أن أمه نبطية فهو عالم بلغة النبط. وقوله فذاك إشارة إلى ما ذكره قبل هذا البيت من ملك النعمان بن المنذر وقدرته، وذلك قوله:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بأمته يعطي القطوط ويأفق
وتجبي غليه السيلحون ودونه ... صريفون في أنهارها والخورنق