هذا البيت لأوس بن حجر، ويقال أنه لشريح ابنه، وصف نعامة تساير ظليماً، وقبل هذا البيت:
كأن ولاياها إذا هي هيجت ... تضمنها وحف الجناحين نقنق
أرته حياض الموت صكاء صعلة ... فلا هي تشآه ولا هو يلحق
يقول كأن ولايا الناقة التي وصف على ظهر ظليم، وحف الجناحين، أي كثير الريش، والنقنق: الذي يردد صوته. والولايا: جمع ولية وهي شبه البرذعة، وقوله: أرته حياض الموت صكاء، يريد أنها أتعبته وجهدته بفرارها منه واتباعه إياها. والصكاء: النعامة المصطكة العرقوبين، والصعلة: الصغيرة الرأس. ومعنى تشآه: تسبقه. ومعنى تضمنها وهم: أي صارت فيه فاشتمل عليها، وكان ينبغي أن يقول تضمنها لأنه وصف ظليماً ونعامة فلم يمكنه، فأخبر عنها وترك الإخبار عن الظليم لعلم السامع أنه إذا تبعها فهو معها في طريق واحد. والوهم ههنا: الطريق العظيم، والركوب: الذي يركب ويوطأ. وشبهه بالرزدق وهو: السطر الممدود والصف، والمخارم: أنوف الجبال. ويجوز أن يكون الضمير في قوله تضمنها عائداً على الناقة المذكورة قبل هذه الأبيات في قوله
وإني لتعديني على الهم جسرة ... تخب بوصال صدوم وتعنق
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(272)
(ضوابعا ترمي بهن الرزدقا)