البيت لأعشى بكر، والبيداء: الفلاة التي تبيد من سكها أي تهلكه، والآرام: أعلام تنصب في الفلوات ليهتدي، بها فشبهه برجال إياد لأنهم كانوا يوصفون بالطول وعظم الأجسام، ولذلك رواه الأصمعي بأجلادها: أي بشخوصها وخلقها.
وأما أبو عبيدة فقال: أراد الجودياء وهو الكساء بالنبطية أو بالفارسية يريد أنه شبه الأعلام برجال إياد وقد احتبت بأكسيتها، وقوله تحسب آرامها جملة في موضع الصفة للبيداء وهي صفة جرت على غير من هي له، واستتر فيها الضمير الفاعل لأن الفعل يتضمن ضمير الأجنبي كما يتضمن ضمير غير الأجنبي. ولو صيرت الجملة صفة محضة لبرز الضمير ولم تتضمنه الصفة، وكنت تقول: وبيداء حاسب آرامها أنت. والباء في قوله بأجيادها هي التي تنوب مناب واو الحال كأنه قال رجال إباد وهي بأجيادها. وبعد هذا البيت:
يقول الدليل بها للصحا ... ب لا تخطئوا بعض أرصادها
قطعت إذا خب ريعانها ... بعرفاء تنهض في آدها
* * *
وأنشد في هذا الباب
(269)
(وغارة ذات قيروان ... كأن أسرابها الرعال)