حول ابن غراء حصان إن وتر ... فات وإن طالب بالوغم اقتدر
إذا الكرام ابتدروا الباع أبتدر ... داني جناحيه من الطور فمر
الوغم: الحقد، والباع: اشرف، وسمى باعاً لأن الطالبين للشرف لا يصلون إليه إلا بالسير الحثيث الذي يحتاج فيه إلى امتداد الباع وسعة الخطو، وقوله (دانى جناحيه من الطور): شبهه بطائر ضم جناحيه إلى نفسه وانقض على الصيد، ويحتمل أن يكون شبهه بالعقاب وشبه الجيش حوله بالجناحين لأن جيشه أنهضه إلى ما أراد، كما تنهض العقاب جناحاها. وقد سرق أبو الطيب هذا المعنى فأبدع فيه وذلك قوله
يهز الجيش حولك جانبيه ... كما نفضت جناحيها العقاب
ومعنى كسر: ضم جناحيه وانقض وقوله تقضي: أراد تقضض فأبدل الضاد التي هي لام الفعل ياء استثقالاً لاجتماع المثال وكسر ما قبلها لتصح، وانتصابه على المصدر المشبه به، والتقدير دانى مداناة مثل تقضي البازي، والأجود حمله على المرور لقربه منه. وفيه نوع آخر من المجاز، وذلك أن مروره ومداناته جناحيه يفيد معنى الانقضاض، فكأنه قال: تقضي تقضي الباز فهو من المصادر المحمولة على المعاني.