ويقال ثوى الرجل وأثوى: إذا أقام، ويروى (ليله) مضافاً إلى الضمير (وليلة) على التأنيث والتنكير، ومعنى أخلف: وجده خلفاً، وإنما يصح فمضت بالتأنيث في رواية من روى ليلة بالتنكير، يريد فمضت الليلة.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(227)
(وأهيج الخلصاء من ذات البرق)
هذا البيت لرؤبة بن العجاج، وصف حماراً وحشيا وبعده:
وشفها اللوح بمأزول ضيق ... وحل هيف الصيف أقران الربق
قوله (وأهيج الخلصاء) أي: وجدها هائجة النبات، وحينئذ يحتاج إلى شرب الماء ووروده؛ لأن النبت إذا كان أخضر استغنى به عن الماء، فإذا جف: عطش. والهائج من النبات الذي يصفر ويأخذ في الجفوف. والحلصاء: فلاة والبرق: جمع برقة وهي أرض فيها طين مختلط برمل وحجارة، وشفها: جهدها وشق عليها. واللوح العطش. وقوله بمأزؤل ضيق: أي بأمر شديد مضيق عليها فيه. والأزل: الشدة، وأراد أن يقول: ضيق بسكون الياء فحركه للضرورة كما قال زهير:
(فلم ينظر به الحشك)