وقوله: (وأهيج) كان القياس أن يقول (أهاج) فجاء به على أصله ضرورة كما قال الآخر:
صددت فأطولت الصدود، وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم
والهيف: ريح حارة تأتي من قبل اليمن، فإذا هبت جففت النبات ونشفت المياه. والأقران: الحبال. والربق حبال تشد بها صغار الغنم واحدتها ربقة. وهذا مثل يقول: كانوا في ربيع مجتمعين، فلما جاء الصيف، وهبت الهيف، افترقوا يطلبون النجعة والمواضع المخصية كما تفترق البُهم إذا حلت أرباقها.
* * *
وأنشد في باب أفعل الشيء أتى بذلك:
(228)
(ومن يخذل أخاه فقد ألاما)
هذا البيت لامرأة من بني حنيفة وصدره:
(تعد معاذرا لا عذر فيها)
وكان سبب قولها الشعر: أن رجلاً من بني أبي بكر بن كلاب، قدم اليمامة ومعه أخ له، فكتب له عمير بن سلمى الحنفي: أنه له جار؛ فقتل أخاه (قرين) أخو عمير في أمر اختلف في حقيقته، فأتى الكلابي قبر سُلمى أبي عمير، فاستجار به وقال:
وإذا استجرت من اليمامة فاستجر ... زيد بن يربوع وآل مجمع
وأتيت سلميا فعذت بقبره ... وآخو الزمانة عائذ بالأمنع