إيهان عظمنا، ولأجل هذا جاز دخول الباء التي يؤكد بها النفي بعد هل في قوله:
تقول إذا اقلولي عليها وأقردت ... ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
والباء في قوله بغير دم هي التي تنوب مناب واو الحال في قولهم جاء زيد بثيابه. ألا ترى أن معناه أقتلت "سادتنا" وهم غير ملتبسين بدم. وقوله "آمن العظم" تقديره على مذهب البصريين آمن العظم منا، فحذف. وعلى مذهب الكوفيين آمن عظمنا، فأقام لام المعرفة مقام الضمير.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(223)
(عبادك يخطئون وأنت رب ... بكفيك المنايا لا تموت)
هذا البيت لأمية بن أبي الصلت ووجدته في بعض ما قرأته من الكتب غير هذا الكتاب. المنايا والحتوف.
وكلتا الروايتين خطأ. والصواب: المنايا والحتوم؛ لأن هذا البيت من قصيدة ميمية القوافي، يقول فيها:
سلامك ربنا في كل فجر ... برئيا ما تعننك الذموم
من الآفات ست لها بأهل ... ولكن المسيء هو اللئيم
عبادك يخطئون وأنت رب ... بكفيك المنايا والحتوم