وعليها متضمن للخبر والجملة في موضع الحال، وإن شئت رفعت ذلها واكتئابها بمعنى الاستقرار والجملة أيضاً في موضع الحال.
والفرق بين القول الأول والقول الثاني أن "على" في القول الأول موضعها رفع وهي متعلقة بخبر المبتدأ الذي سدت مسده. وهي على القول الثاني في موضع نصب وهي متعلقة بالحال التي سدت مسدها. فتقدير الكلام على القول الأول تحيزت ثبات ذلها واكتئابها عليها، وعلى القول الثاني تحيزت ثبات مستقرا عليها ذلها واكتئابها. ومن النحويين من لا يجيز الابتداء في مثل هذا الموضع. وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.
وأنشد لطرفة:
أنني لست بموهون فقر
وهذا البيت قد تقدم كلامنا فيه.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(222)
(أقتلت سادتنا بغير دم ... إلا لتوهن آمن العظم)
هذا البيت لا أعلم قائله، والهمزة في قوله: أقتلت يراد بها التقرير والإثبات وإن كان لفظها لفظ الاستفهام، وجاز دخول إلا التي للإيجاب ههنا ولم يتقدم نفي لأن قوته قوة النفي، ألا ترى أنه يؤول إلى معنى ما قتلت سادتنا إلا لما حاولته من