هذا البيت ليزيد بن خذاق العبدي وقبله:

ألا هل أتاها أن شكة حازم ... لدى وأنى قد صنعت الشموسا

الشكة: السلاح. والشموس: اسم فرسه، ومعنى صنعته إياها: تضميره لها، وحسن قيامه عليها، كما قال طرفة:

أدت الصنعة في أمتنها ... فهي من تحت، مشيحات الحزم

ومعنى (داويتها): سقيتها الدواء، وهوا للبن وما يداوي به الفرس ليضمر والحبشية السوداء، وإنما يريد ههنا الدهماء، لأن العرب تجعل الخضرة سواداً.

وفي البيت الأول من هذين البيتين عيب يسميه العروضيون ترك الاعتماد في الطويل، وهو لزوم القبض لجزئه السابع إذا أدرك ضربه الحذف، ومعنى القبض: ذهاب خامس الجزء فيرجع (فعولن) إلى (فعول) و (مفاعيلن) إلى (مفاعلن). ومعنى الحذف في ضرب الطويل: أن يحذف السبب الأخير من 0 مفاعيلن) فيبقى (مفاعي)، فينقل إلى (فعولن) ن وبيته المعتمد الذي مثل به الخليل:

وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب

فقوله (حهوب) فعول (لبيبي) فعولن، فإذا جاء الجزء الذي قبل هذا الضرب (فعولن) سالماً غير منقوص، كان عيباً، كقول امرئ القيس:

أصاب قطاتين فسال لواهما ... فؤادي البدى فانتحى للأريض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015