وفي هذه القصيدة أبيات كثيرة من هذا النوع. وقوله: كأن عليها سندساً وسدوساً: جملة في موضع الحال، وفي هذه الحال وجهان: إن شئت كان التقدير مشبهة السندس والسدوس، وإن شئت كان التقدير مظنوناً عليها سندس وسدوس، لأن كان إذا أخبر عنها بالظروف والأفعال والأسماء المشتقة من الأفعال داخلها معنى الظن والحسبان.
* * *
وأنشد في هذا الباب: (باب فعلت وأفعلت):
(215)
(ألفيت أغلب من أسد المسد حديـ ... ـد الناب إخذته عقر فتطريخ)
هذا البيت لأبي ذؤيب الهذلي، ووقع في بعض النسخ ألفيت بضم التاء، وفي بعضها ألفيت بفتحها وكلاهما على صيغة فعل ما لم يسم فاعله، والصواب ألفيت بفتح الهمزة والتاء، لأن قبله.
ثم إذا فارق الأغماد حشوتها ... وصرح الموت إن الموت تصريح
وصرح الموت عن غلب كأنهم ... جرب يدافعها الساقي منازيح
ألفيته لا يفل القرن شوكته ... ولا يخالطه في البأس تسميح
رثى بهذا الشعر حبيباً الهذلي، وهو جد عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والأغلب: الغلي العنق. وفي المسد قولان. قال الأصمعي هو موضع، وقال غيره المسد: ههنا مصدر من سددت الشيء أسده، وإنما أراد