وقال الأعشى:
جمالية تغثلى بالرداف ... إذا كذب الآثمات الهجيرا
وأما إعراب بيت النابغة، فإنه يروى (بنو، وبنى) فمن روى (بنى) جعله صفة لغسان، من قوله:
كتائب من غسان غير أشايب
أو بدلاً منهم. ومن رفع فعلى وجهين: أحدهما أن يكون خبر مبتدأ مضمر. والثاني: على البدل من تائب.
فإن قيل: كيف يصح إبداله من كتائب، وأنت إذا أبدلته منها، صرت كأنك قلت: غزت بنو عمه، وهذا غير جائز، لأن الجمع السالم المذكر لا يؤنث، إنما يؤنث المكسر، ألا ترى أنك لا تقول: قامت الزيدون، إنما تقول: قامت الرجال، فعن هذا جوابان: أحدهما: أن الجمع المذكر السالم قد جاء فيه التأنيث وإن كان قليلاً كنحو قول النابغة:
قالت بنو عامر خالوا بني أسد
وقوله أيضاً:
ولا تلاقي كما لاقت بنو أسد
وقوله أيضاً:
وقد عسرت من دونهم بأكفهم ... بنو عامر عسر المخاض الموانع