وأنشد في هذا الباب:

(213)

(بنو عمه دنيا وعمرو بن عامر ... أولئك قوم بأسهم غير كاذب)

هذا البيت من شعر النابغة الذبياني المشهور بأيدي الناس، مدح به عمرو ابن الحارث الأعرج الغساني حين هرب إلى غسان لموجدة النعمان بن المنذر عليه. وعمرو بن عامر: من الأزد. وأراد بقوله 0 دنيا): الأدنين من القرابة ويروى (دنيا) بكسر الدال، و (دنيا) بضمها فمن كسر جاز أن ينؤن وألا ينؤن، ومن ضم لم ينون، لأن الفظ فُعل المضمومة لا تكون أبدا إلا للتأنيث. وقوله (بأسهم غير كاذب) أي أنهم لا ينكصون عند الحرب. والعرب تستعمل الصدق والكذب في الأفعال، كما يستعملونها في الأقوال، فيستعملون الصدق بمعنى: التحقيق والإحكام للشيء، والكذب فيما لا يحقق ولا يحكم، ويقولون: حمل عليه فصدق، أي حقق الحملة ولم يرجع، وحمل عليه فكذب: إذا رجع ولم يحقق، ولذلك قالوا: صدقوهم القتال، ونظر صادق، أي محقق. قال خفاف بن ندبة يصف فرساً:

إذا ما استحمت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015