لأن العرب تضرب المثل في الفساد بالبول، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل بال الشيطان في أذنه، أي أفسد عليه أمره ومنه قول الراجز.
إذا رأيت أنجما من السد ... جبهته أو الحزاة والكتد
بال سهيل في الفضيخ ففسد ... وطاب ألبان اللقاح وبرد
والفضيخ: شراب يصنع من التمر، وهو يفسد عند طلوع سهيل، فلما كان طلوعه سبباً لفساده، جعل سهيلاً كأنه بال فيه. والقول الثالث: أن معنى (يستبيلها): يطلب بولها. وهذا القول أصح الأقوال، ويدل على صحته قوله قبل هذا البيت:
ومن دون أبوال الأسود بسالة ... وبسطة أيد يمنع الضيم طولها
وهذا الشعر قاله الفرزدق في النوار، وكانت نشزت عليه، وشكت به إلى عبد الله بن الزبير، وله في ذلك حديث مشهور، ولذلك قال في هذا الشعر:
لعمري لقد أردى النوار وساقها ... إلى الشأم أقوام قليل عقولها
أطاعت بني أم النسير فأصبحت ... على قتب يعلو الفلاة دليلها
وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزاً ... ولو رغبت في وصله لاستقرت
* * *