وأنشد في باب ما يتعدى والعامة لا تعديه:

(207)

(قد كاد من طول البلى أن يمصحا)

هذا البيت يروى لرؤبة بن العجاج، ولم أجده في ديوان شعره، يصف منزلاً بلى حتى كاد لا يتبين له أثر، ويقال: (مصبح الشيء يمصح): إذا ذهب:

* * *

وأنشد ابن قتيبة للنابغة:

(208)

(وعيرتني بنو ذبيان خشيته ... وهل على بأن أخشاك من عار؟)

هذا البيت خاطب به النابغة النعمان بن الحارث الغساني، وكان حمى موضعاً يقال له (ذو أقر) أي جعله حمى من الناس، لا يرعى به أحد، فتربعته بنو ذبيان، فنهاهم النابغة عن ذلك، وخوفهم من غارة النعمان وعقابه، فلم يلتفتوا إلى قوله، وعيروه خوفه منه، فبعث إليهم النعمان جيشاً مع النعمان بن الجلاج الكلبي، فأوقع بهم. والباء في قوله بأن أخشاك: بمعنى (في) و (من): زائدة مؤكدة، وتقديره: وهل على عار "في أن أخشاك"، فكأن المجرور في موضع الصفة للعار، فلما قدمه صار في موضع الحال، فالباء لها موضع، وأما (من) فلا موضع لها، لأنها زائدة، وفي تقديم الحال في مثل هذا الموضع خلاف بين النحويين، ليس هنا موضع ذكره.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015