طليق. وكذلك قالوا في قوله تعالى (وما تلك بيمينك يا موسى): تقديره عندهم: وما (الذي) بيمينك والبصريون يجعلون تحملين في موضع نصب على الحال، وكذلك قولك بيمينك. وبين الفريقين في ذلك تنازع، ليس هذا موضع ذكره.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(206)
(سقتني بصهباء درياقة ... متى ما تلين عامي تلن)
هذا البيت لابن مقبل، وبعده:
صهابية منزع دنها ... ترجع في عود وعس مرن
الصهباء: الخمر التي يضرب لونها إلى الحمرة، وكذلك الصهابية. وقيل: هي التي تعصر من العنب الأبيض. وقوله (درياقة): أراد أنها تشفى من العلل، كما يشفى الدرياق، ويروى: (تصفق)، ومعناه كمعنى ترجع، أي تحول من إناء إلى إناء عند المزج. ويروى الأصمعي: (عن عس عود)، قال الأصمعي: كأنه كان يشرب في قارورة، فصيرها كأنها عود، فقال: في عس عود أي في عس خشب، قال: وسمعت رجلاً يقول: اسقني في قدح عيدان. وروى غيره في عود وعس، وقال: أراد قدح زجاج، والزجاجي عمل من الرمل، والوعس الرمل اللين الموطي. والمرن الذي يصوت إذا فرغ.
* * *