وقوله: (كأنه من الضح): جملة لها موضع من الإعراب، فإن اعتقدت أن راح ههنا هي الناقصة، جعلت كأن وما عملت فيه في موضع خبرها، وإن اعتقدت أنها التامة، التي لا خبر لها، جعلت الجملة في موضع الحال.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(200)
(ترتج الياء ارتجاج الوطب)
وقبله:
كأنما عطية بن كعب ... ظعينة واقفة في ركب
وصفه بأن كفله عظيم رخو، فهو يربح لعظمه ورخاوته ارتجاج الوطب، وهو زق اللبن، وارجاجه اضطرابه وهذا كقول الآخر:
فأما الصدور لا صدور لجعفر ... ولكن أعجازاً شديداً ضريرها
يقول: قوتهم ليست في صدورهم، إنما هي في أكفالهم، فهم يلقون منهم ضريراً، أي ضرراً ومشقة. والظعينة: المرأة سميت بذل لأنها يظعن بها، وكان يجب أن يقال: ظعين، بغير هاء، لأنها في تأويل: مظعون بها، وفعيل إذا كان صفة لمؤنث، في تأويل مفعول، كان بغير هاء، نحو امرأة قتيل وجريح، لكنها جرت مجرى الأسماء. حتى صارت غير جارية على موصوف،