ومن جعل (عوض) من أسماء الدهر، ففيه وجهان: أحدهما: أن يكون القسم به لا بالأسحم، فيكون القول فيه كالقول في الوجه الأول.
والوجه الثاني: أن يكون القسم بالأسحم، فتكون الباء فيه باء القسم، ويكون (عوض) ظرفاً، كأنه قال: لا نتفرق عوض، أي لا نتفرق عوض دهرنا.
وقوله (لا نتفرق) جاء بجواب القسم على حكاية لفظ المتحالفين، الذي نطقا به عند التحالف، ولو جاء به على لفظ الإخبار عنهما لقال لا يفترقان، كما تقول: حلف الزيدان لا يخرجان، إذا أخبرت عنهما، ولم تحك لفظهما فإن حكيت لفهما قلت: حلف الزيدان لا نخرج.
* * *
وأنشد في هذا البيت:
(198)
(فإلا يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها)
البيت لأبي الأسود الدؤلي واسمه ظالم بن سراق، وقبله:
دع الخمر يشربها الغواة فنني ... رأيت أخاها مغنيا لمكانها
يعني بأخيها نبيذ الزبيب. يقول: إن لم يكن الزبيب الخمر أو يكن الزبيبي فإنهما أخوان، غذاي بلبن واحد، ينوب أحدهما مناب الآخر.
* * *