هذا البيت يروى لأعشى همدان، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله، ويكنى "أبا المصبع" قاله في خالد بن عبد الله القسرين ذكر ذلك الأصبهاني. وذكر أبو عمرو الشيباني: أنه لزياد الأعجم في خالد بن عتاب بن ورقاء، وقبله:
لعمرك ما أدري وأني لسائل ... أبظراء أم مختونة أم خالد؟
قال الأصبهاني: كان خالد بن عبد الله القسري يسمى بالكوفة "ابن البظراء" فأنف من ذلك، فيقال أنه اكره أمه على الختان. وفي معنى هذا البيت قولان: قيل أنه أراد بالمصان: الحجام، لأنه يمص المحاجم. يقول: إن كانت قد ختنت فإنما ختنها الحجام، لتبذلها وقلة حيائها، لان العادة جرت أن يختن النساء النساء. وقيل: إنما أراد بالمصان ابنها خالداً، لأن العرب تقول لمن تسبه: يا مصان، أي من مص بظر أمه. يقول: إن كنت قد ختنت فإنما ختنت بعد أن بلغ أبيها المصان العقود، فقد مص بظرها على كل حال أو أجرى مصان مجرى اسماه الأعلام، فلذلك لم يصرفه.
* * *
وأنشد بن قتيبة في هذا الباب:
(197)
(رضعي لبان ثدي أم تحالفا ... باسحم داج عوض لا نتفرق)
هذا البيت لأعشى بكر يمدح به المحلق بن جشم الكلابين وكان خامل الذكر، لا صيت له، وكان له بنات لا يخطبهن أحد، رغبة عنهن: فمر به الأعشى،