كانت عليه يصلي فيها فلم أزل قائمًا حتى أصبحت، فلما أصبحت قال لي: (قم يا نومان)].
* في هذا الحديث جواز أن يتمنى الرجل الخير ويأتي بلفظ (لو) نحو قول هذا الرجل (لو أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
* وقول حذيفة له: (أنت كنت تفعل ذلك؟) لا يدل على أنه أنكر عليه، ولكنه شرح له حالًا شديدة، وذكر الريح الشديدة والقر اللذين كانا في تلك الليلة والقر: هو البرد.
* وفي هذه دليل على أن المؤمنين يبتلون. قوله: (ألا رجل يأتيني بخبر القوم) فقوله: (ألا) حث وتحريض.
* وقوله: (جعله الله معي يوم القيامة) يجوز أن يكون هنا دعاء له، ويجوز أن يكون خبرًا عن حاله، وتكريره - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثلاث مرات يدل على حسن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفقه بأصحابه.
*وهو أيضًا تعليم لأمير الجيوش أنه في مثل هذا المقام لا يجوز أن يكلف الأمير الشخص منهم أن يبعث به في مثل هذا المقام قهرًا أو جبرًا فإنه سبيل شديد الخطر، ولكن يدعو له ويرغبه في الثواب لينهض طوعًا، فإن عاد عاد مأجورًا، وإن ذهب ذهب شهيدًا.
* وقوله: (قم يا حذيفة) فإنه لما لم يكن يحسن أن يتنامى إلى المشركين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حض أصحابه ثلاث مرات متتابعات لينهض منهم واحد يأتيه بخبر القوم فلم يندب منهم أحد، رأى حينئذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعين حذيفة لمعنى رآه فيه.
* وقوله: (فلم أجد بدًّا) أي مندوحة حيث دعاني باسمي، يعني إلا أن أجيب.