* وقوله: (منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئًا) فهذه الثلاث قد كان جرى في زمن الصحابة من قبل عثمان، وفي الجمل وصفين ما لم يكدن يذرن شيئًا لولا رحمة الله ولطفه بعباده، ولا جرم أبقت من غبراتها وعقابيلها وأدوائها في القلوب المريضة ما يستمر إلى أن تقوم الساعة إلا في حق من عصمه الله، وحفظ قلبه منها فإن الفتن تمر عليه كقطع الليل وهو منها في عافية.
* وقوله: (ومنهن فتن كرياح الصيف) يعني برياح الصيف أنها وان اشتدت فإنها دون رياح الشتاء.
-422 -
الحديث السادس عشر:
[عن يزيد بن شريك: قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلت معه وأبليت. فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله تعالى معي يوم القيامة؟) فسكتنا. فلم يجبه منا أحد. ثم قال (ألا رجل يأتينا بخبر القوم، جعله الله تعالى معي يوم القيامة؟) فسكتنا. فلم يجبه منا أحد. ثم قال: (ألا رجل يأتينا بخبر القوم، جعله الله تعالى معي يوم القيامة؟) فلم يجبه منا أحد. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قم يا حذيفة). قال: فلم أجد بدًا إذ دعاني باسمي إلا أن أقوم قال: اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم علي)، فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم. فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره (204/ ب) بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس. فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ولا تذعرهم علي)، ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام. فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت، قررت فألبسني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضل عباءة