فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال: (أتاني داعي الجن فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن) قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).

وفي رواية الشعبي: وسألوه الزاد، وكانوا من جن الجزيرة].

* في هذا الحديث دليل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى الجن والإنس وكذا ينبغي أن يعتقد، وينبغي أن يكون الإنسان معرضًا لإبلاغ (150/ ب) الجن إذا أمكنه.

وقد حكى الشيخ محمد بن يحي رحمه الله أنه كان يخرج ليلًا وحده في نواحي خيبر أو نحو ذلك المكان؛ فيعظ الجن ويذكرهم ويقرأ القرآن ويذكر أركان الإسلام، ثم قال لي: اعتمدت ذلك ليلة حتى إذا ذهب من الليل نحو نصفه انصرفت عن ذلك إلى مسجد خال فصعدت إلى قبلته، فجلست مستقبل القبلة ووليت ظهري باب المسجد، فأحسست وقع حافر فرس فلم أبرح من مكاني حتى أحسست بأن ذلك الوقع كان وقع فارس؛ فلما وصل إلى باب المسجد نزل عن الدابة ودخل المسجد حتى وضع قصعة فأحسست بها في ظهري فأدرت وجهي إليها فإذا فيها ثريد ولحم فأكلت منها، وهذا إخاله أنه أضافه مؤمنو الجن في جواب تذكيره إياهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015