أحدهما: أنه لما تفكر في ذنوبه فرأى أنه يستحق الخلود في النار ولم ير ما يوجب التخلص منها، شكر مجرد الكرم الذي ليس بجزاء عن عمل، ورأى أن كل من جوزي فعلى قدر عمله.

والثاني: أن يكون قوله عائدًا إلى من في النار من المعذبين.

-311 -

الحديث الثاني:

[عن أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من نبي بعثه الله عز وجل في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).

قال أبو رافع: فحدثت عبد الله بن عمر، فأنكره علي، فقدم ابن مسعود فنزل على قناة فاستتبعني إليه ابن عمر يعوده، فانطلقت معه، (147/ ب) فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث؟ فحدثنيه كما حدثته ابن عمر].

* في هذا الحديث من الفقه أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محفوظون معانون على الأخذ عنه والتأدية للعلم إلى الأمة عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وأنه سيأتي بعدهم خلوف، ومعنى خلوف أن ينشأ الواحد منهم بعد فقد أولئك، وقد تقدم معنى الحواري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015