وفيه نهي عن الاختلاف في الكتاب، والتحذير من ذلك بذكر ما جرى لأهل الكتاب قبلنا من الاختلاف في كتابهم.

-290 -

الحديث الثاني:

[عن ابن مسعود قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا، لأن أكون أنا صاحبه، أحب إلي مما عدل به، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين يوم بدر فقال: (يا رسول الله إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: (اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون) ولكن امض ونحن معك، فكأنه سري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)].

* في هذا الحديث من الفقه ما يدل على فضل المقداد بن الأسود وفضل (142/ أ) ابن مسعود من حيث معرفته بالفضل لأهله؛ لأن معرفة الفضل لأهل الفضل فضل، لأنه قال: (لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما عدل به) وهذا يعني به أنه استشف من تلك الكلمات أنها بلغت من رضى الله عز وجل، ورضى رسوله - صلى الله عليه وسلم - في تلك الساعة وفي ذلك المقام مبلغًا لا يعدله ما يناله علم البشر من الأماني، وذلك أنه قال قولًا اشتدت به قلوب المؤمنين، وجرى فيه إلى مجرى علاء طمح فيه إلى التفضل على أصحاب بموسى في ضمن إيمان بموسى عليه السلام وإيمان بأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في نبوته على منهاج موسي في الذي جرى له، فكان قوله باعثًا من الفترة فيمن عساه قد كانت عرضت له وزائدًا في إيمان من قد كان انتهض إيمانه إلى أن سري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015