* واعلم أن المقداد لم يقل: نحن نمضي وأنت، فكان يكون بذلك كالمتقدم بين يدي الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل لم يخرج في ذلك عن حد التبع لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (امض ونحن معك)، وهذه الكلمة في ذلك الموطن لا يعدلها قول في غيره.

-291 -

الحديث الثالث:

[عن عبد الله قال: إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها و: {إن ما توعدون لآت، وما أنتم بمعجزين}].

* في هذا الحديث من الفقه أن ابن مسعود سمى كلام الله حديثًا لقوله تعالى {الله نزل أحسن الحديث كتابًا} وينصرف ذلك إلى أنه حديث التنزيل فيما أرى كما روي عن أحمد رحمه الله، فهو أحسن الحديث، وأحسن القول.

وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقته. والهدي: الطريقة، ففي هذا الحديث دليل على أن من أحدث في الدين شيئًا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه خارج عن أن يسمى أحسن بل الذي فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الأحسن

* وقوله (142/ ب) (شر الأمور محدثاتها) إنما ذكر الأمور بالألف واللام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015