هو فيها فاجر: لقي الله وهو عليه غضبان) ونزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا} إلى آخر الآية))].
* في هذا الحديث من الفقه أن من حلف بالله سبحانه كاذبًا ليقتطع به شيئًا من الدنيا استحق غضبه عز وجل. وذلك مشير من فاعله إلى عدم الإيمان فإنه من أقسم بالله كاذبًا ليغر خصمه بأنه صادق، فرضي خصمه باسم الله تعالى عوضا عن ماله فأرضى الله عنه، وتعرض الحالف الفاجر بما اقتطعه من مال أخيه فاستحق غضب الله عز وجل بما أفصح به من حاله عن عدم إيمانه به. وفي هذا سر من حيث أن الله سبحانه وتعالى لم يوجب على من أؤتمن على حق بغير شاهد عليه يجحده سوى اليمين بالله عز وجل، وتحت ذلك من السر أن الله عز وجل لم يشرع في الجحد غير ذلك، فإنه قد أشار بالحال إلى أن اسمي عند عبادي أعظم وأعز وأكبر من أن يحلفوا بي كاذبين على الدنيا كلها، فكيف على بعضها؟ فإن بدر منهم من لم يكن له نظر في هذا وحلف باسمي كاذبًا فإنني لا أعاقبه بمثل أن أسقط (141/ ب) عنه عقوبة الحلف وأكون أنا القائم بعقوبته، وهذا يستخرج من قوله تعالى: {وقد جعلتم الله عليكم